من مؤلفات السيد محمد العيناثي العالمي من أعلام القرن الحادي عشر.
(تحقيق السيد كاظم الموسوي المياموي)
عن الكتاب ..
الحمد لله الذي لا يحصر آداب فضله ديوان ، ولا يحصي آفات نفس الإنسان لسان ؛ فالواجب علينا أن نؤدب أنفسنا بأحسن الآداب ، ونقمعها عن الزيغ والإرتياب . والمبتلى مثلي قلق لسماع آداب أولي الألباب ؛ ولأجلها جفا جفني مدى الليالي الهجوع ، واستهلت من آماقي الدموع ؛ فلو يراني عاقل لعلم أن عيني قد أخذت من العناصر الثلاثة نصيب ، وعوضها الهواء عن التراب بمضاعفة الماء واللهيب ، ولرأى من نارها ما يفحم القلوب ومن دمعها ما هو البلاء المصبوب ؛ وكيف لا ؟ ونحن لا نعتبر بالمثلات التي رأتها الأعين ، ولا نزدجر بالآيات التي روتها الألسن . لقد أنظرنا المهل فاستعذبنا مشارعه وأفدنا الأمل فاستوطناً مضاجعه ؛ ومع ذلك بلينا بزمان نكود ، ولم تخف من عقبة كؤود ، ولم نزل عرضاً لمرامي كل ظلوم وحسود.
المراجعات
لايوجد مراجعات بعد