رمضان الشباب

السيد بهاء الموسوي

يحكى أن شخصا أتى لأحد العلماء وقال له: انا اذهب للمسجد وتأتي معي الوساوس وسوالف الشيطان، هل يعقل أن الشيطان يدخل الى بيت الله معي ؟!
فقال له : لا … لا يدخل، انما الشيطان ترك في داخلك اثراً، وقد فرخ في صدرك، فانت تدخل ومعك عشه اما هو ففي الخارج. الانسان احيانا هكذا خلال الاحد عشر شهراً يذهب يمينا وشمالا يتغير، يبتعد، يغفل، يعصي، يخطأ، يدبر، يحسن، يسيء، فيأتي الشهر فيدخل في حرم الله تعالى، فيشعر بالضعف امام الشهر، فيبدأ يشعر بالأسف والأسى، لكونه عاش خارجه بالغفلة والبعد، كيف يريد الآن أن يعود ؟! نعم يستطيع أن يعود لان الله تعالى يريد له أن يعود فخصص له هذا الشهر.
وتعالى اذا اراد لشيء أن يكون، يقول له كن فيكون الله تعالى يريدنا قريبين مطيعين اذن لأنه سبحانه كذلك، فهو سيعيننا، ومن اعانه الله تعالى كفاه، ومن كفاه تولاه، ومن تولاه رفعه وأنجحه لذا نتمنى إن ما سنطرحه هنا يُوجد نقلة نوعية في حياة الشباب
ليتفوقوا من خلاله في حياتهم، ويتوفقون لطاعات ربهم.
شهر رمضان المعطاء العظيم الذي نستطيع أن نسميه مصنع الله لعباده»، إذ نستطيع أن نصنع من خلاله إرادتنا، عزيمتنا، تقوانا نشاطنا، مجدنا، وعظمتنا .
شهر رمضان الذي يتصور البعض إنه شهر النوم والخدر والكسل بينما هو شهر الاجتهاد والكفاح والعمل.

هنا سنقتبس من بعض العناوين التي سنتحدث من خلالها عن الشهر الفضيل بدءاً بالنية والامساك، ومن ثم من الافطار والجوع والعطش والتعب والظمأ من الدعاء والسحر، ومن كل شيء فيه…. فالغاية هي أن نتعلم كيف نغتنم هذا الشهر ؛ فنرتقي أكثر ونتقي اكثر وتنقى أكثر.