هذه زينب

السيد بهاء الموسوي

إن الحديث عن السيدة زينب لهو حديث يجمع خمس جهات : حديث عن الإعداد الإلهي الرباني الذي صنعها، وهيئها ، وأعدها إعدادًا بديعا ؛ فجعلها دالة ودليلة، سائرة وقافلة للحق.
وحديث عن البيت الذي تربت وترعرعت فيه، ونمت وكبرت واخضرت وأثمرت فيه، وتجليبت بجلباب بيت علي وفاطمة ، وهي رسالة لكل مؤمن ومؤمنة إن أرادوا صناعة زينبيات فليهيئا البيت ؛ ليلمها من ذاك الشتات….
وكذلك هو حديث عن القلوب التي تحيط بالقلب العاشق الله تعالى عن رفاق الدرب، ومؤنسي الوحشة، عن الذين يشدون العضد، ويُعينون على المسير، عن الحسن والحسين (صلوات الله عليهما)، عن العباس ، عن إحاطتهم بالسيدة زينب كما يُحيط حور العين بحدقتها ….
وهو حديث عن كربلاء وما فيها من أوجاع وآلام، وكيف استخرجت منها ذلك النصر العظيم، والكمال العظيم؟ وكيف أعطت وضحت وبينت وأتمت الحجة ….

وهو حديث عن جنبتها الخاصة عن ذات زينب ، عن نورانيتها وروحانيتها، عن عبادتها، عن سجاياها، عن ألقابها وكناها …. فالذي يتأمل سيجد إن الحديث فيه خمس جوانب، وكأنه يجمع خمسة أهل الكساء، فالحديث عن زينب ليس حديث عن امرأة عادية ليست معصومة بل هو حديث عن امرأة عظيمة كريمة أعطت كل ما لديها للإسلام، وعظمة الإسلام. وفي حيرة الفكر والقلب والفؤاد والعقل وهو يتحدث عن زينب فهو ما بين حياء ورجاء، وبين أمل وألم هل سيصل إلى البغية التي يريد ؟
كتبت وريقاتي هذه، ولكل كتابة إطار، وإطار كتاباتي الحياء منها صلوات الله عليها، فمن أنا لأتحدث عنها، ومن أنا لأكتب عنها، تلك السيدة التي الملائكة من تكتب عنها ، والعظماء من يتحدثون عنها، ولكن هذه بضاعتي مزجاة جئت بها إليها لتوفي لي الكيل لعلي أنال بها شفاعة من عند روحها الطاهرة.